pub

31/05/2011

ضابط أمن شاهد على نظام بن علي يخرج عن صمته

الطاهر بن يوسف، أول رجل أمن متقاعد يخرج عن صمته ويكشف حقائق عن النظام البائد بعد ثورة الرابع عشر من جانفي كانون الثاني، كتب كتاب "ضابط من الأمن شاهد على نظام بن علي" وأرفقه بآخر تحدث فيه عن "الممارسات الشيطانية لبن علي" وتطرق إلى عديد المواضيع الراهنة في كتاب تحت الرقن يتناول فيه موضوع تصريحات وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي، تابع تكوينه الأمني في بلجيكيا وإسبانيا وفرنسا أين " تشبع بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان" يقول محدثنا الذي استضافنا في بيته وخصنا بحوار أراده نافذة بينه وبين الذين عرفوه ككاتب لا كرجل أمن يسلط من خلالها الضوء على جملة من المواضيع التي تخص شهادته على النظام السابق ويكشف النقاب عن العديد من المسائل الراهنة في تونس.

نور برس: بداية سننطلق من آخر كتاب كتبته وهو " الممارسات الشيطانية لبن علي "ما الذي أردت أن توصله إلى القارئ من خلال هذا الكتاب ولماذا الآن تصدر كتبك؟

هذا الكتاب هو غيض من فيض إذ مازالت سألحقه بكتب أخرى إن شاء الله ومثل ما دل عليه عنوانه فهو يروي بعض الممارسات التي كانت سائدة في نظام بن علي وتحالفه مع كل ما من شأنه أن يمكنه من الكسب السريع والسهل، ولو كان ذلك على حساب شعب بأكمله، فبن علي له شخصية ضعيفة ولا يمكن أن يكو ن رجل دولة ويظهر ذلك من خلال أول مسؤولية تحملها كسفير في فرسوفيا حيث كلف بمتابعة بعض معارضي بورقيبة وعندما تم الإتصال به للإستخبار عن بعض الملاحقين أجابهم "الكل تشدو"، وهو ما يعكس نشأته على الهرسلة والقمع دون التحري أو احترام أبسط حقوق الإنسان.

فما أردت أن أوصله للقارئ هو لفت انتباهه بالحجة والبرهان لما كان يقترفه المخلوع وعصابته.

كم كنت أتمنى الحديث عن هذا الموضوع لكن بحكم وظيفتي آنذاك لم أستطع بل وكنت أنوي السفر إلى فرنسا والتكلم من هناك لكن مخاوفي من أن يحصل مكروه لعائلتي هي التي منعتني ، ثم من اللذي كان يستطيع التكلم في عهد المخلوع.


نور برس: ما دمنا نتحدث مع رجل أمن، فالمؤكد أنك تحتفظ برأي خاص وربما مختلف حول المقاربة الأمنية في تونس، هلا وضعتنا في صلبها؟

هذا صحيح، إذ كل الناس يريدون تحميل رجال الأمن مسؤولية تدهور الوضع الأمني في البلاد الشيء الذي ساهم تولد احتقان شبه دائم تجاه رجال الأمن والحال أن للإعلام دورا هاما أيضا من خلال الصحافة الصفراء الرخيصة التي كان يستعملها نظام المخلوع وهي الآن مازالت مستمرة على نفس الدور الرخيص، لذا لا يمكن أن نحمل رجال الأمن وحدهم المسؤولية خاصة وأنهم يعانون من أزمة نفسية تتمثل في التشتت بين الإمتثال للأوامر وتجسيدها وذلك من صميم الخدمة الأمنية وبين رفض الممارسات التي تستهدف الشعب التونسي فيجد نفسة إما في خانة العصيان المدني التي ستؤدي به حتما إلى قطع مورد رزقه الوحيد، أو أن يقوم بالقمع والقتل أحيانا.. أما من تثبت إدانته في ارتكاب جرائم قتل في حق الشعب التونسي فليتحمل مسؤوليته الكاملة ولو كنت أنا.

نور برس: هذا طبعا يجرنا للحديث عن ملف القناصة أيام الثورة ومشاركتهم في القتل العمد هذا ثابت بالصور ثم بشهادات عائلات الشهداء والآن يطل علينا الوزير الأول السيد الباجي قائد السبسي على شاشات التلفزيون لينكر وجودهم تماما.. هل تشاركه الرأي؟

أنا لا أقول أنه لا وجود للقناصة بل أؤكد أن الشخص الذي يصوب في أماكن محددة من الرأس والعنق والقلب ليس رجل أمن عادي ومن يفعل ذلك يجب أن تتوفر فيه حرفية عالية تجعلنا نعتقد إعتقادا جازما أنه قناص مدرب، ويجب على الحكومة المؤقتة أن توضح هذا الأمر لأنه حتما ستخلفها حكومة أخرى يمكن أن توضح ذلك وتبرهن بالتالي فشل الحكومة الراهنة وتحملها مسؤوليتها الكاملة التي يمكن أن تكون قضائية أيضا.


نور برس: لكن إذا كانت هذه الحكومة ليست إلا حبرا على ورق أو بيادق في يد "حكومة ظل" كما سماها السيد فرحات الراجحي فكيف لها أن تتعامل مع الشعب التونسي؟

أنا لا أستبعد وجود ما يسمى بحكومة الظل بقيادة كمال اللطيف الذي اعترف أنه كان يسير البلاد في عهد بن على، لكن لومي الكبير أوجهه إلى الحكومة المؤقتة التي لم توضح حقيقة الأمر الشيء الذي سمح للإشاعة أن تكون أكثر رواجا ونسبة تصديقها أكثر إمكانية. وأتساءل عما إذا كان الوزير الأول المؤقت البورقيبي - والكل يعلم أن سر نجاح البورقيبية في وقت ما هي التواصل المباشر مع الشعب التونسي- فكيف له أن يتصرف بهذا الغموض وبهذه المقابلات الصحفية التي تفتقر لمبدأ المصارحة المابشرة مع الجمهور.

كما أعيب عليها عدم تقدير الأمور والتسرع في اتخاذ القرارات والبرامج من ذلك الخطوة التي قام بها ثمانية وزراء من الحكومة المؤقتة عند زيارتهم لمدينة سيدي بوزيد دون التطرق إلى مشاريع تنموية تهم الجهات الأخرى كجهة تطاوين أو المحلية منها من ذلك منطقة الرقاب التي انتفضت معلنة العصيان المدني بعد إحساسهم بالتمييز الذي مورس ضدهم.


نور برس: منذ أسبوعين عرفت تونس إحدى أهم الرجات الأمنية بعد الثورة وهو ما بات يعرف بأحداث الروحية وما رافق ذلك من وجهات نظر متباينة بين الرسمية والشعبية حيث وصفها البعض بالمسرحية واتهم الحكومة بفبركة المشهد لتكريس فزاعة الإسلاميين وذهب البعض الآخر إلى وجود يد خارجية تريد بسط سلطتها على البلاد، بينما أكدت الحكومة وقوف تنظيم القاعدة وراء هذه الحداث أين أنت من هذه المواقف ؟

أنا هنا أضم رأيي إلى الرواية التي صدرت عن وزارة الداخلية ووزارة الدفاع الوطني والتي روجتها وسائل الإعلام الرسمية وهي التي تأكد تظلع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في هذه العملية ويمثلهم السلفيون في تونس إذ سبق لهم وأن قاموا بنفس الدور في أحداث سليمان سنة 2006 غير أني أرى أنها ليست إلا عملية عرضية وليست لها أهمية قصوى.

نور برس: تصريحات الراجحي والضجة التي أحدثتها في البلاد، كيف تناولت هذه المسألة وهل لك وجهة نظر محددة؟

في الحقيقة لقد قمت في المدة الأخيرة بإعداد كتاب يتناول هذا الموضوع وهو الآن تحت الرقن وسيكون في المكتبات قبل الخامس من جوان القادم وفيه قمت بتحليل موضوعي وبكل أمانة وشفافية لأنه حسب ما لاحظته أن الكل قد تطرق إلى الجانب الأمني دون الخوض في الموضوع الحقيقي الذي شارك فيه العديد من الأطراف لكن المسؤولية من يتحملها هنا؟ هل السيد الراجحي نفسه أم الحكومة التي تناولت الموضوع بغضب وتسرع كبيرين أم الصحفيان اللذان قاما بالحديث ونقلاه دون أي حرفية أو مسؤولية؟

نور برس: الإنتخابات على الأبواب وإمكانية تأجيلها واردة جدا ، ماهي توقعاتك وكيف ترى الوضع الأمني أثناء الإنتخابات بغض النظر عن موعدها الحقيقي؟

أتوقع أن تقوم حركة النهضة بالتحالف مع عدة أحزاب حتى تتحصل على نصف المقاعد وإن كانت هناك من مشاكل ستكون في 24 جويلية من طرف الأحزاب الجديدة لإفشال الموعد الإنتخابي وحتى لا تظهر عند حجمها الحقيقي وهذا الموعد هو بمثابة الإمتحان لهذه الأحزاب حتى تتجاوز عقدة الإحساس بضعف المستوى السياسي.

لذا أنا مع تأجيل الإنتخابات حتى تكون شفافة ومتكافئة وحتى لا نسقط في هذه الفوضى المتوقعة


نور برس: "لو تقابلت مع بن علي" ركن أوردته في كتابك الأخير وقلت فيه ما قلت أنا أعيد طرح السؤال عليك مرة أخرى، فماذا تقول لبن علي إذا قابلته ؟

سأقول له بصوت عال أنت إنسان قذر ولم تكن يوما رجل دولة وهروبك يشبه كثيرا هروب زعماء المافيا وأنت الآن في مزبلة التاريخ وإن كانت لك روح الوطنية عد إلى تونس وواجه شعبك وستحاكم محاكمة عادلة، محاكمة ليست كتلك المحاكمات التي كنت تسلطها على أناس ابرياء طيلة 23 سنة، أقول هذا بتحفظ كبير إذ لست راض عن محاكمة رموز الفساد وأزلام النظام البائد كتلك التي خضع لها المجرم عماد الطرابلسي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire